(لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ). (١١٧)
أما على النبيّ فلإذنه للمنافقين في التخلّف عنه.
وقيل : هو مفتاح كلام. لمّا كان النبيّ سبب توبتهم ذكر معهم كقوله : (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ).
(الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ).
أي : وقت العسرة ، إذ كانوا من غزوة تبوك في جهد جهيد من العطش وعوز الظهر.
(وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ). (١١٨)
أي : الذين خلّفوا من النبوة والجفوة حتى أمر نساءهم باعتزالهم ، ونهى الناس عن مكالمتهم.
(ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا).
ليدوموا على التوبة ، وقيل : ليتوب الناس.
(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً)(١). (١٢٢)
لمّا نزلت : (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ) ، (٢) قال المنافقون : هكذا الذين لم ينفروا معه.
__________________
(١) قال ابن زيد في قوله تعالى : (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ) ، قال : هذا حين كان الإسلام قليلا ، فلما كثر الإسلام وفشا قال الله تعالى : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً). وقال ابن عباس : نسخ هؤلاء الآيات (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) و (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) قوله : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً).
(٢) سورة التوبة : آية ٣٩.