إعلام بتفاوت الدرجات في الآخرة ، وترغيب في العمل لها.
(أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ). (٥)
كانوا إذا مرّوا برسول الله ثنوا صدورهم ، وتغشوا بثيابهم ؛ لئلا يروه (١).
وقيل : (يَثْنُونَ) : يطوونها على البغض له والجحد به ، كما قيل في معناه :
٥١٣ ـ طويت الحشا منها على كلّ كربة |
|
ولم أجمع على مشية يدا (٢) |
ـ الجزء الثّانى عشر ـ
(وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها). (٦)
حياتها وموتها.
وقيل : مستقرها في الرحم ، ومستودعها في الصلب.
(وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ). (٧)
أي : بنية ما بناه على الماء ، وذلك أعجب وأدلّ على القدرة القاهرة ، والصفة الباهرة (٣).
يقال : عرش يعرش عرشا.
وأصل العرش في اللغة : خشبات يوضع عليها ثمام (٤) يستظل به الساقي ، قال الراجز :
__________________
(١) أخرج هذا القول سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد.
(٢) لم أجده.
(٣) أخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ الله قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء. انظر صحيح مسلم ٢٦٥٣ ، وعارضة الأحوذي ٨ / ٣٢١.
(٤) الثّمام : نبت ، والثّمة : قبضة من الحشيش.