(وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ).
هلمّ لك. أي : انزل إلى ما أريد. قال الشاعر (١) :
٥٤٥ ـ أبلغ أمير المؤمني |
|
ين أخا العراق إذا أتيتا |
٥٤٦ ـ أنّ العراق وأهله |
|
عنق إليك فهيت هيتا |
وهذه الكلمة وأمثالها نحو : هلا ، وحوب (٢) ، ودعدع (٣) ، وإيه ، وصه ، ومه كلها يجري مجرى الحروف والأصوات ، لا يغيّر بتثنية وجمع ، وأكثرها للزجر أو الحثّ كما قال أبو دهبل الجمحي (٤) :
٥٤٧ ـ عجب ما عجب أعجبني |
|
من غلام حكمي أصلا |
٥٤٨ ـ قلت خبّر عن النّاس نزلوا |
|
حضنا أو غيره قال : هلا |
٥٤٩ ـ قلت : بيّن ما هلا؟ هل نزلوا |
|
قال : حوبا ، ثم ولّى عجلا |
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ). (٢٤)
تقديره : ولو لا أن رأى برهان ربّه همّ بها ، بدلالة إخبار الله بصرف السوء والفحشاء عنه ، وبدلالة أنّ قوله : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) شرط فلا يجعل الكلام مطلقا ، والشرط حاصل.
__________________
(١) البيتان في مجاز القرآن ١ / ٣٠٥ ولم ينسبهما المحقق ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ١٦٤ ؛ وبصائر ذوي التمييز ٥ / ١٦٢. والثاني في الخصائص ١ / ٢٧٩ ؛ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٤٠ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ١٧٩ من غير نسبة ، وهما لزيد بن عليّ بن أبي طالب ، نسبهما له الفيروزآبادي ، ولم ينسبهما غيره.
(٢) قال ابن منظور : الحوب : الجمل ، ثم كثر حتى صار زجرا له. يقال للبعير إذا زجر حوب وحوب وحوب وحاب.
(٣) قال في اللسان : ودعدع : كلمة يدعى به للعاثر ، في معنى : قم وانتعش واسلم ، ودعدع بالمعز : زجرها.
(٤) اسمه وهب بن زمعة كان جميلا شاعرا عفيفا ، قال الشعر في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب ، ولاه ابن الزبير بعض أعمال اليمن ، والأبيات في ديوانه ص ٦٤ ، والبيان والتبيين ١ / ١٦٤. حضن : جبل بنجد ، أصلا : صار ذا أصل ، حوب : زجر للبعير.