وكثيرا ما يتقدّم الجواب على الشرط ، كما قال الشاعر :
٥٥٠ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة |
|
لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (١) |
وقال :
٥٥١ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة |
|
لئن لم أعجّل طعنة أو أعجّل (٢) |
وقيل : همّه بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها إلا بعلة ، ومقدار الثواب على قمعها ، وفي وزن قوتها وغلبتها.
ومثل هذا الهمّ لا يكون من العزم والإثم في شيء.
وهو كما حكي في أخبار الأوائل :
أنّ بعض أصحاب الفراسة قال لبقراط الحكيم : أنا أتخيّل فيك الزنا.
فقال : صدقت مخيلتك ، أنا أشتهيه ولكني لا أفعله.
ـ وقيل لبعض الصوفية في الصبي ، فقال : ما عليّ لصّ لم يسرق.
ـ وعن سليمان بن يسار (٣) أنّ بعض نساء مدينة من صميم شرفها ،
__________________
(١) البيت لورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي شاعر فارس جاهلي ، وبعضهم نسبه لقيس بن زهير بن جذيمة والأول أصح. والبيت من شواهد سيبويه ١ / ٤٢٧ ؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢ / ٢٠٣ ؛ والكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٨ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ والردّ على النحاة ص ١٢٥ ؛ ومعاني الفراء ١ / ٦٧.
(٢) البيت لعبد الرحمن بن زيد العذري ، وقيل لابن أخيه المسور بن زيادة. وهو في الشعر والشعراء ص ٤٦١ ؛ وشرح ديوان الحماسة ١ / ١٣١ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ وقال المحقق الدكتور عفيف عبد الرحمن : لم أعثر على الشاهد. وهو في الأغاني ٤ / ١٦٨.
(٣) سليمان بن يسار مولى أمّ المؤمنين ميمونة ، ولد في خلافة عثمان ، وحدّث عن زيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة وعائشة ، حدّث عنه الزهري ، وربيعة الرأي وعمرو بن دينار. ـ