وحسنات دهرها علقت لحسنه الباهر ، ودخلت عليه من كل مدخل ، ففرّ من المدينة ، ورأى يوسف في المنام فقال له : أنت الذي هممت. فقال له يوسف : وأنت الذي لم تهمّ فدلّ أن الهمّ كان من يوسف ، لكن على الوجه الذي ذكره.
(قَدْ شَغَفَها حُبًّا). (٣١)
بلغ حبّه شغاف قلبها ، كما يقال : رأسه ودمغه.
والشغاف : غلاف القلب ، جلدة بيضاء رقيقة تحتوي على القلب.
وقال أبو عمرو الشيباني (١) : الشغاف : داء تحت الشراسيف.
أي : أصابها من حبه ما يصيب الشغاف. قال النابغة :
٥٥٢ ـ ولكنّ همّا دون ذلك والج |
|
مكان الشّغاف تبتغيه الأصابع (٢) |
وقال امرؤ القيس ـ وهو على لفظ الآية :
__________________
ـ وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة ، مات سنة ١٠٧ ه. ـ وهذه القصة عن مصعب بن عثمان قال : كان سليمان بن يسار أحسن الناس وجها ، فدخلت عليه امرأة فسامته نفسه فامتنع عليها ، فقالت : إذا أفضحك ، فخرج إلى خارج وتركها في منزله وهرب منها. قال سليمان : فرأيت يوسف عليهالسلام وكأني أقول له : أنت يوسف؟ قال : نعم. أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم. قال الحافظ الذهبي : إسنادها منقطع. راجع حلية الأولياء ٢ / ١٩٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٤٦.
(١) اسمه إسحاق بن مرار ، كان راوية أهل بغداد ، واسع العلم باللغة والشعر ، ثقة في الحديث. لازمه الإمام أحمد بن حنبل وروى عنه توفي سنة ٢٠٥ ه له كتاب «الجيم» و «النوادر» وكلاهما مطبوع.
(٢) البيت للنابغة الذبياني وهو في ديوانه ص ٧٩ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥ ولكن صدره فيه :
وقد حال همّ دون ذلك شاغل
ومجاز القرآن ١ / ٣٠٨ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ٢٠٠ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥.