من الغيث. تقول العرب : غثنا ما شئنا (١). قال الهذلي :
٥٥٧ ـ فلمّا رآه قال : لله من رأى |
|
من العصم شاة قبله في العواقب |
٥٥٨ ـ لو أنّ كريمي صيد هذا أعاشه |
|
إلى أن يغيث الناس بعض الكواكب (٢) |
(وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). (٤٩)
أي : العنب.
وقيل : ينجون (٣) ، فالعصرة : النجاة من الجوع والعطش. أنشد الأصمعي :
٥٥٩ ـ عصرته نطفة تضمّنها |
|
لصب تلقّى مواقع السّبل |
٥٦٠ ـ أو وجبة من جناة أشكلة |
|
إن لم يرغها بالقوس لم تنل (٤) |
__________________
(١) قال أبو عمرو بن العلاء : سمعت ذا الرّمة يقول : قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها! قلت لها : كيف كان المطر عندكم؟ فقالت : غثنا ما شئنا. غثنا : سقينا الغيث. راجع لسان العرب مادة غيث.
(٢) البيتان لصخر الغي الهذلي. والعصم : الأروى ، كريمي : شيخي. وهما في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٢٤٩.
(٣) يعصرون من العصر وهو المنجاة. راجع اللسان مادة : عصر.
(٤) قال أبو حاتم : كنا في مجلس الأصمعي إذ أقبل أعرابي فقال : أين عميدكم؟ فأشرنا إلى الأصمعي فقال له : ما معنى قول الشاعر :
لا مال إلا العطاف تؤزّره |
|
أمّ ثلاثين وابنة الجبل |
لا يرتقي النزّ في ذلاذله |
|
ولا يعدّي نعليه من بلل |
فقال الأصمعي :
عصرته نطفة تضمّنها |
|
لصب تلقّى مواقع السبل |
أو وجبة من جناة أشكلة |
|
إن لم يرغها بالقوس لم تنل |
قال : فأدبر الأعرابي وهو يقول : لم أر كاليوم عضلة. قال ابن دريد : إنما وصف رجلا خائفا في رأس جبل ، يقول : لا مال له إلا العطاف ـ وهو السيف ـ تؤزره أم ثلاثين. يعني كنانة فيها ثلاثين سهما ، وابنة الجبل يعني القوس. وقوله : عصرته : الملجأ ، نطفة : الماء المجتمع في صخر ، اللصب : الشق في الجبل ، الأشكلة : السدر الجبلي ، والسبل : المطر. راجع أمالي المرتضى ١ / ٣٤٥ ، وأمالي القالي ٢ / ٢٦٥.