ونحن ـ بفضل الله ـ ذكرنا الكثير من ذلك ، فقد وجدنا كثيرا من التصحيفات في الأبيات ، أو نسبة إلى غير صاحبها ، أو بعض أبيات لم يعرف المحققون قائلها ، فاستدركنا عليهم في كتابنا الأول الذي حققناه وهو «المدخل لعلم تفسير كتاب الله» وكذا في هذا الكتاب ، من يطالعهما يجد ما ذكرناه.
ونحن لم نقصد بذلك الإزراء والانتقاص ، وإنما قصدنا تبيين العلم والصواب ، ونحن أيضا في كتابنا هذا بقيت علينا عدّة أبيات لم نعثر على قائلها ، ولم نعرف أربابها ، فمن عرفها فليخبرنا بذلك ، وله منا جزيل الشكر ، وأبى الله أن يصحّ إلا كتابه ، وكما قال تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).
ـ كما أنا استدركنا على المؤلف عددا من الأبيات ، وهم المؤلف في نسبتها فنسبها إلى غير أصحابها ، فمن ذلك قوله (١) : قال عمر بن الخطاب :
حمدت الله حين هدى فؤادي |
|
إلى الإسلام والدين الحنيف |
والبيت لحمزة بن عبد المطلب قاله لما أسلم وبعده :
لدين جاء من ربّ عزيز |
|
خبير بالعباد بهم لطيف |
إذا تليت رسائله علينا |
|
تحدّر دمع ذي اللبّ الحصيف (٢) |
أمّا عمر بن الخطاب فإنه قال حين أسلم :
الحمد لله ذي المنّ الذي وجبت |
|
له علينا أياد ما لها غير |
وقد بدأنا فكذّبنا فقال لنا : |
|
صدق الحديث نبيّ عنده الخبر |
وقد ظلمت ابنة (٣) الخطاب ثمّ هدى |
|
ربي عشية قالوا : قد صبا عمر (٤) |
__________________
(١) راجع تفسير قوله تعالى : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) : ١ / ١٧٣.
(٢) راجع الأبيات مع القصة في سيرة ابن هشام والروض الأنف شرحها ٢ / ٤٩.
(٣) هكذا في السيرة ، ولعلّ الصحيح «بني» من أجل الوزن.
(٤) راجع الروض الأنف ٢ / ١٠٠.