راجع خبر إسلام عمر في سيرة ابن إسحق وسيرة ابن هشام.
وقد وهم كثير في نسبة البيت لعمر ، ومنهم الصاغاني في العباب ، مع زعمه أنّه تحرّى الصواب ومخطئه مخطىء.
ومن ذلك عند قوله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(١).
أنشد المؤلف بيتين ، وهما :
بكت دارهم من نأيهم فتسرّعت |
|
دموعي فأيّ الباكيين ألوم |
أمستعبر يبكي من الهون والبلى |
|
أم آخر يبكي شجوه ويهيم |
ونسبهما المؤلف لمزاحم العقيلي ، وهما لقيس بن ذريح صاحب لبنى ، الشاعر المشهور ، وليسا لمزاحم العقيلي كما بيّناه في موضعه.
وكذلك في سورة الزخرف عند قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ)(٢) ، أنشد المؤلف :
ولو لا كثرة الباكين حولي |
|
على إخوانهم لقتلت نفسي |
وما يبكون مثل أخي ولكن |
|
أسلّي النفس عنه بالتأسي |
ونسبهما المؤلف لليلى الأخيلية.
وهذا وهم منه ، وإنما هما للخنساء ترثي أخاها صخرا ، ومطلع القصيدة :
يؤرقني التّذكّر حين أمسي |
|
فأصبح قد بليت بفرط نكس |
على صخر ، وأيّ فتى كصخر |
|
ليوم كريهة وطعان حلس (٣) |
__________________
(١) راجع الآية ١٥ من سورة البقرة : ١ / ١١٣.
(٢) راجع سورة الزخرف : آية ٣٩ في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
(٣) راجع ديوان الخنساء ص ٨٤.