(إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ).
كان ذلك من قول الكيّال ، وكان لم يعلم من جعل السقاية فيه.
ومن قال : إنه من قول يوسف فهو على أنهم سرقوه من أبيه.
(مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ). (٧٥)
كان حكم السارق في دين بني إسرائيل أن يسترقه صاحب المال.
(كَذلِكَ كِدْنا). (٧٦)
صنعنا ، عن ابن عباس.
ودبّرنا ، عن القتبي (١).
وأردنا ، عن ابن الأنباري (٢).
(ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ).
كان حكمه الاسترقاق.
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).
أي : استرقاق السارق على دين بني إسرائيل.
وتسريق أخيه مع براءته لا يستقبح لأنّه احتيال تضمّن وجوها من الحكمة : منها : أخذه عنهم على حكمهم.
ومنها : أنّ أخاه كان عالما بالقصة فلم يكن بهتانا.
ومنها : أنه كالتّلعّب بهم مما جدّوا في أمره من قصد الهلاك ، ويكون ذلك من أبواب الملاينة والمقاربة.
ومنها : أنه جعل لهم مخلصا عنه لو فطنوه ، وهو أنه بضاعتهم في رحالهم من قبل ولم يعلموا ، فلهذا قالوا : إنّ الصواع جعلت في رحالنا بغير علمنا.
__________________
(١) قال ابن قتيبة : أي : احتلنا له. والكيد : الحيلة. تفسير غريب القرآن ص ٢٢٠.
(٢) محمد بن القاسم ، كان أحفظ الناس للغة والنحو والشعر ، روى عنه الدارقطني ، له كتاب الأضداد والمذكر والمؤنث ، وغريب الحديث ، توفي سنة ٣٢٨ ه.