(مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ). (١٩)
أي : مقدّر بمقدار ، لا ينقص عن الحاجة ولا يزيد زيادة تخرج عن الفائدة.
ـ وذهب إبن بحر أنّ المراد به : هو الأشياء الموزونة.
ثم قال : إنّما ذكرها دون المكيلة ، لأنّ غاية المكيل ينتهي إلى الوزن.
والصحيح هو القول الأول ، ونظائره في كلامهم كثيرة.
قال ذو الرّمة :
٦٢٧ ـ لها بشر مثل الحرير ومنطق |
|
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر (١) |
أي : قليل. وقال مالك الفزاري (٢) :
٦٢٨ ـ وحديث ألذّه هو ممّا |
|
ينعت الناعتون يوزن وزنا |
٦٢٩ ـ منطق صائب وتلحن أحيا |
|
نا وخير الكلام ما كان لحنا |
أي : كناية (٣) ، لأنه أراد ما هو ضد الصواب ، كقوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ).(٤)
وكما قيل :
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ٢١٢ والخصائص ١ / ٢٩ ، واللسان : نزر. وقوله : رخيم الحواشي : مختصر الأطراف ، وقيل : اللينة الكلام.
(٢) في المخطوطة [الفزابي] وهو تصحيف. وهو مالك بن أسماء بن خارجة. والبيتان في كتاب الملاحن ص ١٨ ؛ واللسان لحن ١٣ / ٣٨٠ ؛ ومعجم الأدباء ١ / ٨٢ ؛ وفصل المقال ص ٥ ، وأمالي القالي ١ / ٥.
(٣) يريد أنها تعرّض في كلامها وحديثها ، فتزيله عن جهته ، فجعل ذلك لحنا.
(٤) سورة محمد : آية ٣٠.