(فَأَسْقَيْناكُمُوهُ).
يقال : سقاه : إذا دعا له بالسقيا أيضا.
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ). (٢٤)
المستقدمين : الذين كانوا وماتوا.
وقيل : أراد المستقدمين في الخير ، والمستأخرين عنه.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ). (٢٦)
الصلصال : الطين اليابس الذي يصلّ بالنقر كالفخّار.
والحمأ : جمع حمأة ، وهو الطين المسودّ.
والمسنون : المغيّر. وقيل : المصبوب.
وقيل : المصوّر. من سنّة الوجه وصورته.
(وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ). (٢٧)
الجانّ : أبو الجنّ.
نار السموم : نار تناهى في الغليان.
وهي بالإضافة إلى النار التي جعلها الله متاعا لنا كالجمد إلى الماء ، والحجر إلى التراب ، وكان خلق الجانّ من تلك الأجزاء النارية المطيفة في أفق الهواء بكثرة الغليان ، وإذا جاز خلق الحي العاقل من الأجزاء الأرضية العالية عليه ، فمن لطافة الأجزاء النارية أجوز.
فبطل مطعن الملحدة أنّ خلق الحيوان كيف يكون من النار.
وعلى أنّ الخلق ليس على وزن واحد. ألا ترى إلى الظليم (١) الذي يلتقم
__________________
(١) الظليم : ذكر النعام. قال الدميري : وتبتلع العظم الصلب والحجر والمدر والحديد فتذيبه وتميعه كالماء. راجع حياة الحيوان ٢ / ٣٦٢.