وقيل : الصّبا تثير وتلقح ، والجنوب تدرّ ، والشمال تمنع ، والدّبور تقشع.
وقد جاء كلّ ذلك في أشعار العرب. قال الهذلي :
٦٣٣ ـ فسائل سبرة الشّجعي عنّا |
|
غداة تخالنا نجوا جنيبا (١) |
وقال الأعشى :
٦٣٤ ـ وما عنده فضل تليد ولا له |
|
من الريح فضل لا الجنوب ولا الصبا (٢) |
وقال الهذلي في الشمال :
٦٣٥ ـ هل هاجك الليل كليل على |
|
أسماء ذي صبر مخيل |
٦٣٦ ـ حار وعقّت مزنه الريح وان |
|
قار به العرض ولم يشمل (٣) |
وقال آخر في الدبور :
٦٣٧ ـ يا عارضا قد أورد البحر ذوده |
|
فلمّا تروّت سار شوقا إلى نجد |
٦٣٨ ـ سما نحوه ملك الدّبور بجنده |
|
فمزّقه دون الإرادة والودّ (٤) |
__________________
(١) البيت لأبي خراش الهذلي ، وهو في ديوان الهذليين ٢ / ١٣٢ ، وشرح أبيات الهذليين ٣ / ١٢٠٦ ، والمعاني الكبير ص ٨٩٢ ، وفي المخطوطة [تسائل] بدل [فسائل] ، والنجو : السحاب ، والجنيب : الذي أصابته الجنوب.
(٢) البيت في ديوانه ص ٩ ، من قصيدة له يهجو بها عمرو بن المنذر بن عبدان. وكتاب سيبويه ١ / ١٢ ؛ وشرح أبيات سيبويه للنحاس ص ٣٢.
(٣) البيتان للمنتخل الهذلي ، وهما في ديوان الهذليين ٢ / ٦ ـ ٨. ذي صبر : أي سحاب ذي صبر ، والصبر : جمع صبير وهو الغيم الأبيض. مخيل : أي مخيل للمطر ، حار : تحيّر. عقّت : شقت الريح سحابه. إنقار : انقطعت به قطعة من عرضه ، وهي لغة لهم. ولم يشمل : أي لم تصبه شمال فيذهب كله. يقول : هو يمطر على حاله.
(٤) لم أجدهما. ذوده : الذود : السوق والطرد والدفع.