فجاء المؤلف بثلاثة أبيات تشهد للمعنى ، وأكّد فيه عدم اطلاع ابن الرواندي الواسع على لغة العرب وأشعارها.
وقال القاضي أبو علي التنوخي : كان ابن الراوندي ملازم أهل الإلحاد ، فإذا عوتب في ذلك قال : إنما أردت أن أعرف مذاهبهم.
ويقال : إنّ أباه كان يهوديا فأسلم هو.
وقال بعض اليهود ـ يقول للمسلمين ـ : لا يفسدنّ عليكم هذا كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة (١).
لكنّ حججه انقلبت عليه ، وطعنه جاء في صدره ، وأفحمه العلماء بأجوبتهم وردودهم.
وكذلك يذكر المؤلف ردودا على الطاعنين في القرآن على اختلافهم ، ويحكي عن بعض العلماء ردودا في ذلك ، فمنه ما قاله :
قال أبو عبيدة : لقيني ملحد مرّة فقال : يا أبا عبيدة ، (الم ذلِكَ الْكِتابُ)(٢) وهو هذا الكتاب ، فأيّ شيء ذلك من هذا؟
فقلت : إن قبلت الحجّة العربية؟
قال : هات.
قلت : قول خفاف بن ندبة :
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها |
|
فعمدا على عين تيمّمت مالكا |
أقول له ـ والرّمح يأطر متنه ـ : |
|
تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا (٣) |
__________________
(١) راجع ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي ١٩ / ٨١.
(٢) سورة البقرة : آية ١ ـ ٢.
(٣) راجع تفسير الآية : ٢ / ٢٢٧.