وكذلك عند قوله تعالى : (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)(١).
يقول المؤلف :
قال بعض الطاعنين : إنّ صاحب الأجنحة الثلاثة لا يطير ، لزوال الاعتدال ، ويكون كالجادف الذي أحد جناحيه مقصوص.
وأجاب الجاحظ عنه :
إنّه قريب معقول في الطيران ، إذا وضع على غير هذا الوضع يصير ثلاثة أجنحة وفق تلك الطبيعة ، ولو كان الوطواط في تركيبه كسائر الطير لما طار بلا ريش (٢).
ويزيد المؤلف على جواب الجاحظ فيقول :
وكلّ إنسان فإنما ركبته في رجله ، وذوات الأربع ركبها في أيديها ، والإنسان وكل سبع فكفّه في يده ، والطائر كفّه في رجله. ويجوز أن يكون موضع الجناح الثالث بين الجناحين فيكون عونا لهما.
وكذلك قوله تعالى : (قُلْ : إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(٣). قال : من عبد : إذا أنف.
فسّره بعض علماء البصرة ، فقال له ملحد : وما يشبه الآنف من العابد؟ فقال : إنما أنزل القرآن على العرب ، وهذا كلامها ، قال خفاف بن ندبة :
وأعبد أن أسبّهم بقومي |
|
وأترك دارما وبني رياح |
أولئك ـ إن سببت ـ كفاء قومي |
|
وأجدر أن أعاقب بالنجاح |
إلى غير ذلك من الأمثلة.
__________________
(١) سورة فاطر : آية ١.
(٢) راجع تتمته في الحيوان للجاحظ ٣ / ٢٣٢.
(٣) سورة الزخرف : آية ٨١.