القديم : الذي أتى عليه حول فدقّ واستقوس.
ولا يعجبنا اختيار المتكلمين لفظة «القديم» من بين أسمائه الحسنى ، وقد شبّه الله بالعرجون بعض خلقه في أضعف حالاته ، وجعل القديم من أدقّ صفاته.
ـ وممّن ذكر اسم القديم من بين أسمائه الحسنى : البيهقي في «الأسماء والصفات» والحليمي في «المنهاج في شعب الإيمان» والجرجاني في «التعريفات» وجمع غيرهم.
قال البيهقي : باب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الباري جلّ ثناؤه ، والاعتراف بوجوده جلّ وعلا.
منها : القديم.
وذلك ممّا يؤثر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذكر حديث عمران بن حصين قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفيه قالوا : جئناك نسألك عن هذا الأمر؟ قال : «كان الله ولم يكن شيء غيره». [رواه البخاري].
وقال الحليمي : القديم ، وذلك مما يؤثر عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ولم يأت به الكتاب نصّا ، وإن كان قد جاء فيما يقتضيه ، فقيل لله عزوجل قديم بمعنى أنه سابق للموجودات (١).
ـ وعلى كلّ حال فالمسألة خلافية. وجاء في الحديث : «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم». أخرجه الحاكم في المستدرك (٢) ، وجاء ذكر القديم في الأسماء التسعة والتسعين في رواية ابن ماجه (٣).
__________________
(١) راجع المنهاج للحليمي ١ / ٨٨ ؛ والأسماء والصفات للبيهقي ص ٢٣.
(٢) وانظر منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ص ٩.
(٣) أخرجه في كتاب الدعاء ، باب أسماء الله. وفي سنده ضعف. ابن ماجه ٢ / ١٢٧٠.