والاستنجاح بها على سائر الأمور سنّة ؛ لقوله عليه الصلاة والسّلام : «كلّ أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر» (١).
و (اللهِ) : اسمه ـ جلّ وعزّ ـ وحده ، وليس بمشتق عن شيء (٢).
ومعناه : الذي يحقّ له العبادة ، وليس معناه المعبود ، ولا المستحق للعبادة ؛ لأنّ من يعبده أو تستحق عليه عبادته إنما خلق بعد أن لم يكن ، وهو ـ عزّ اسمه ـ إله فيما لم يزل.
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
اسمان من الرّحمة.
والرّحمة : هي : النعمة على المحتاج. وتمام النعمة : أن يكون المنعم بها مستغنيا عن فعلها ، والمنعم عليه محتاجا إليها. وذلك المنعم هو الله ، فحقّ له العبادة ، ووجب له الحمد.
والنعمة قد تبلغ مبلغا لا يقدر أحد من الخلق على شيء منه ، مثل : نعمة الحياة والعقل والحواس ، وقد يكون بما يتيسّر للعباد المعاونة على أسباب منها ، مثل تعليم العلم وتهذيب الخلق ، والمواساة بالجاه والمال.
فلذا اختصّ أحد الاسمين الجاري بناؤه على المبالغة بالله ، وهو الرحمن.
__________________
(١) الحديث : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع». أخرجه الرهاوي في الأربعين عن أبي هريرة ، وذكره السيوطي في الجامع الكبير ، ويروى : «كلّ كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم». وهذه الرواية أخرجها ابن ماجة في النكاح ١ / ٦١٠ وأبو داود برقم ٢١١٨. وللحافظ السخاوي جزء مستقل في الحديث. راجع شرح السنّة للبغوي ٩ / ٥١ ؛ والمقاصد الحسنة ص ٣٢٣ ؛ والفتح الكبير للسيوطي ٢ / ٢٢.
(٢) وهذا قول سيبويه والمحققين.