ولا يشترك الثاني بين جميع المنعمين.
(رَبِّ الْعالَمِينَ).
الرب : المالك المدبّر.
والرّبانيون : العلماء الذين يربّون بالعلم.
ويجوز أن يكون معنى الرّب : الحافظ.
يقال للخرقة التي تحفظ فيها القداح : ربابة وربّة (١). قال الهذلي :
١ ـ وما الرّاح راح الشام جاءت سبيّة |
|
لها غاية تهدي للكرام عقابها |
٢ ـ توصّل بالرّكبان حينا وتؤلف ال |
|
جوار وتغشيها الأمان ربابها (٢) |
ولا يجوز أن يكون معنى الربّ السيد حقيقة ، لأنّ السيد لا يستعمل بالإضافة إلا إلى الحي المختار ، والربّ يستعمل عاما في الجميع.
والعالم : اسم للعدد الكثير ممّن يعقل ، وعن ابن عباس (٣) رضي الله عنهما : أنّه اسم كلّ ذي روح.
__________________
(١) قال ابن فارس : والربابة : خرقة أو غيرها تجعل فيها القداح. راجع المجمل ٢ / ٣٧١.
(٢) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي ، واسمه خويلد بن خالد. عاش في الجاهلية دهرا ، وأدرك الإسلام فأسلم ، ووصل المدينة فأدرك الصلاة على النبيّ ، وشهد دفنه ، ثمّ بايع أبا بكر وانصرف. توفي في زمن عثمان بن عفان. وهو أشعر هذيل. والبيتان في أشعار الهذليين ١ / ٣٣. والثاني في المجمل ٢ / ٣٧١ ؛ والمثلث للبطليوسي ٢ / ٦٠ ؛ ومعجم مقاييس اللغة ٢ / ٣٨٣ ؛ واللسان مادة ربب ١ / ٣٩١. قوله : سبيّة ، أي : مشتراة. ولها غاية ، أي : راية علامة ينصبها الخمّار. والعقاب : رايتها تدل عليها الكرام.
(٣) عبد الله بن عباس ابن عم النبي ، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، ودعا له النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : اللهم علّمه الحكمة وتأويل القرآن ، قال عنه ابن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس ، مات بالطائف سنة ٦٨ ه وصلى عليه محمد بن الحنفية.