ـ وعن عليّ (١) رضي الله عنه أنّ الصراط المستقيم هنا كتاب الله ، فيكون سؤال الهداية لحفظه وتبيّن معانيه.
وعن النبي عليهالسلام : «أن الصراط المستقيم سنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي» (٢).
فيحسن طلب الهداية إلى جميع مناهج السنّة ممن قد هدي للإيمان.
«وسأل عديّ بن حاتم النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن المغضوب عليهم؟ فقال : هم اليهود ، وعن الضالين؟ فقال : هم النصارى» (٣) ، والقرآن يدل عليه ، وهو قوله في اليهود : (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ)(٤). وفي النصارى : (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ). (٥)
ـ فإن قيل : إنّ «غيرا» أبدا نكرة ، فكيف وصف بها المعرفة؟
__________________
(١) علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلىاللهعليهوسلم وأحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة ، وزوج ابنة النبي صلىاللهعليهوسلم وأحد علماء الصحابة وفقهائهم توفي سنة ٤٠ ه. وعمره يقارب الستين. وللنسائي كتاب في فضائله مطبوع ١ / ٢٢ وسنده حسن.
(٢) لم أجده بلفظه ، ولكن ورد بمعناه ما أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم ١ / ٢٢ وابن جرير ١ / ٧٤ عن أبي العالية في قوله تعالى : الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال : هو رسول الله ، وصاحباه من بعده ، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس فيها قال : «هو رسول الله وصاحباه». راجع المستدرك ٢ / ٥٩ ، وبمعناه قوله عليه الصلاة والسّلام : «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي». أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان وصححه.
(٣) الحديث أخرجه أحمد ٤ / ٣٧٨ وعبد بن حميد والترمذي وحسنه برقم ٢٩٥٧ وابن حبان في صحيحه برقم ١٧١٥ عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله : «إن المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى». راجع الدر المنثور ١ / ٤٢. وقال ابن أبي حاتم : لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى. انظر تفسير ابن أبي حاتم ١ / ٢٣.
(٤) سورة البقرة : آية ٦١.
(٥) سورة المائدة : آية ٧٧.