كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم «المرأة» وقال في حق آدم (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وقال للنبي صلىاللهعليهوسلم ٣٣ : ٥٠ (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) وقال في حق المؤمنين : ٢ : ٢٥ (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ).
قالت طائفة ، منهم السهيلي وغيره : إنما لم يقل في حق هؤلاء «الأزواج». لأنهن لسن بأزواج لرجالهن في الآخرة. ولأن التزويج حلية شرعية ، وهو من أمر الدين ، فجرد الكافرة منه ، كما جرد منه امرأة نوح وامرأة لوط.
ثم أورد السهيلي على نفسه قول زكريا : ١٩ : ٥ (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) وقوله تعالى عن إبراهيم عليهالسلام : ٥١ : ٢٩ (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ).
وأجاب : بأن ذكر المرأة أليق في هذه المواضع ، لأنه في سياق ذكر الحمل والولادة. فذكر المرأة أولى به. لأن الصفة ـ التي هي الأنوثة ـ هي المقتضية للحمل والوضع ، لا من حيث كانت زوجا.
قلت : ولو قيل : إن السر في ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ «الأزواج» أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران ، كما هو المفهوم من لفظه : لكان أولى. فإن «الزوجين» هما الشيئان المتشابهان المتشاكلان ، والمتساويان. ومنه قوله تعالى : ٣٧ : ٢٢ (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «أزواجهم : أشباههم ونظراؤهم» وقاله الإمام أحمد أيضا ، ومنه قوله تعالى : ٨١ : ٧ (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) أي قرن بين كل شكل وشكله في النعيم والعذاب. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الآية «الصالح مع الصالح في الجنة ، والفاجر مع الفاجر في النار» وقاله الحسن وقتادة والأكثرون وقيل : زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين ، وأنفس الكافرين بالشياطين. وهو راجع إلى القول الأول. وقال تعالى : ٦ : ١٤٣ (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) ثم