سورة التكوير
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣))
وقرأ قارئ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ، وفي الحاضرين أبو الوفا ابن عقيل. فقال له قائل : يا سيدي ، هب أنه أنشر الموتى للبعث والحساب ، وزوج النفوس بقرنائها بالثواب والعقاب ، فلم هدم الأبنية وسيّر الجبال ، ودكّ الأرض ، وفطّر السماء ، ونثر النجوم ، وكوّرت الشمس؟
فقال : إنما بني لهم الدار للسكنى والتمتع ، وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر والاستدلال عليه : لحسن التأمل والتذكر. فلما انقضت مدة السكنى وأجلاهم من الدار خرّبها ، لانتقال الساكن منها. فأراد أن يعلمهم بأن الكون كان معموا بهم. وفي إحالة الأحوال ، وإظهار تلك الأهوال ، وبيان المقدرة بعد بيان العزة ، وتكذيب لأهل الإلحاد ، وزنادقة المنجمين ،