سورة الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١))
المقام : موضع الإقامة. و «الأمين» الآمن من كل سوء وآفة ومكروه. وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها. فهو آمن من الزوال والخراب ، وأنواع النقص. وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنكد ، والبلد الأمين الذي قد أمن أهله فيه مما يخاف منه سواهم.
وتأمل كيف ذكر سبحانه الأمن في قوله : ٤٤ : ٥١ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) وفي قوله تعالى : ٤٤ : ٥٥ (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ) فجمع لهم بين أمن المكان. وأمن الطعام. فلا يخافون انقطاع الفاكهة ، ولا سوء عاقبتها ومضرتها وأمن الخروج منها. فلا يخافون ذلك ، وأمن الموت ، فلا يخافون فيها موتا.
٤٤ : ٥٢ ـ ٥٦ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ. كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ. يَدْعُونَ فِيها