سورة النجم
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى)
كأن الشيخ (١) فهم من الآية : أن الذي دنا فتدلى ، فكان من محمد صلىاللهعليهوسلم قاب قوسين أو أدني ـ هو الله عزوجل. وهذا ، وإن كان قد قاله جماعة من المفسرين ـ فالصحيح : أن ذلك هو جبريل عليهالسلام. فهو الموصوف بما ذكر من أول السورة إلى قوله : ٥٣ : ١٣ ، ١٤ (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) هكذا فسره النبي صلىاللهعليهوسلم في الحديث الصحيح.
قالت عائشة رضي الله عنها : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن هذه الآية؟ فقال : ذاك جبريل ، لم أره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين».
ولفظ القرآن لا يدل على غير ذلك من وجوه.
أحدها : أنه قال : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) وهذا جبريل الذي وصفه بالقوة في سورة التكوير فقال : ٨١ : ١٩ ، ٢٠ (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).
__________________
(١) هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي.