سورة حم السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ (١٦))
لا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم ، لأن النحس أصابهم فيها ، وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين ، فهي نحس على المكذبين ، سعد للمؤمنين.
وهذا كيوم القيامة ، فإنه عسير على الكافرين ، يوم نحس لهم ، يسير على المؤمنين ، يوم سعد لهم.
قال مجاهد : أيام نحسات مشائيم ، وقال الضحاك : معناه شديد ، أي شديد البرد ، حتى كان البرد هذابا لهم.
وقال أبو على : وأنشد الأصمعي في النحس بمعنى البرد :
كأن سلافة عرضت بنحس |
|
يحيل شفيفها الماء الزلالا |
وقال ابن عباس : نحسات متتابعات. وكذلك قوله : ٥٤ : ١٩ (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ).