سورة الذاريات
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ، قال سلام قوم منكرون فراغ إلى اهله فجاء بعجل سمين فقربه اليهم قال الا تاكلون)
ففي هذا ثناء على إبراهيم من وجوه متعددة.
أحدها : أنه وصف ضيفه بأنهم مكرمون. وهذا على أحد القولين : أنه بإكرام لا إبراهيم لهم. والثاني : أنهم المكرمون عند الله. ولا تنافي بين القولين : فالآية تدل على معنيين.
الثاني : قوله تعالى : (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) فلم يذكر استئذانهم. ففي هذا دليل على أنه صلىاللهعليهوسلم كان قد عرف بإكرام الضيفان واعتياد قراهم. فصار منزله مضيفة مطروقا لمن ورده ، لا يحتاج إلى الاستئذان ، بل استئذان الداخل إليه دخوله. وهذا غاية ما يكون من الكرم.
الثالث : قوله «سلام» بالرفع. وهم سلموا عليه بالنصب. والسلام