سورة الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره : (إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩))
والسليم : هو السالم ، وجاء على هذا المثال لأنه للصفات ، كالطويل والقصير والظريف. فالسليم : القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسليم والعليل.
وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم.
والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره. فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبته مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والذل له ، وإيثار مرضاته في كل حال ، والتباعد من سخطه بكل طريق. وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده.
فالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيها شركة بوجه ما ، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ، ومحبة وتوكلا ، وإنابة ،