سورة الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١))
معناها : أن الله سبحانه يعيشكم فيما خلق لكم من الأنعام المذكورة ، قال الكلبي : يكثرها لكم ويكثر نسلكم في هذا التزويج ، ولو لا هذا التزويج لم يكثر النسل.
والمعنى : يخلقكم في هذا الوجه الذي ذكر : من جعله لكم وللأنعام أزواجا ، فإن سبب خلقتنا وخلق الحيوان بالأزواج.
والضمير في قوله «فيه» يرجع إلى الجعل.
ومعنى «الذرء» الخلق ، وهو هاهنا الخلق الكثير ، فهو خلق وتكثير.
فقيل «في» بمعنى الباء ، أي يكثركم بذلك. وهذا قول الكوفيين.
والصحيح : أنها على بابها ، والفعل متضمن معنى ينشئكم ، وهو يتعدى بفي كما قال تعالى : ٥٦ : ٦١ (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ).