سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ)
«الختم» قال الأزهري : أصله التغطية ، وختم البذر في الأرض ، إذا غطاه. قال أبو إسحاق : معنى ختم وطبع في اللغة واحد ، وهو التغطية على الشيء والاستيثاق منه ، فلا يدخله شيء ، كما قال تعالى : ٤٧ : ٢٤ (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) كذلك قوله : ٢ : ٩٤ و ١٦ : ١٠٨ (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ).
قلت : الختم والطبع يشتركان فيما ذكر ، ويفترقان في معنى آخر ، وهو أن الطبع ختم بصير سجيّة وطبيعة ، فهو تأثير لازم لا يفارق.
وأما المرض : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)) وقال ؛ ٣٣ : ٣٢ (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) وقال : ٧٤ : ٣١ (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ : ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً).
ومرض القلب خروجه عن صحته واعتداله. فإن صحته أن يكون