سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٠))
هذا الكلام متضمن لوجوه من المكر.
أحدها : قولهن : (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها) ولم يسموها باسمها ، بل ذكروها بالوصف الذي ينادي عليها بقبيح فعلها بكونها ذات بعل ، فصدور الفاحشة من ذات الزوج أقبح من صدورها ممن لا زوج لها.
الثاني : أن زوجها عزيز مصر ، ورئيسها ، وكبيرها. وذلك أقبح لوقوع الفاحشة منها.
الثالث : أن الذي تراوده مملوك لا حرّ. وذلك أبلغ في القبح.
الرابع : أنه فتاها الذي هو في بيتها ، وتحت كنفها ، فحكمه حكم أهل البيت. بخلاف من تطلب ذلك من الأجنبي البعيد.
والخامس : أنها هي المراودة الطالبة.