سورة الحجر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قول الله تعالى ذكره : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١))
متضمن لكنز من الكنوز ، وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه ، ومن مفاتيح تلك الخزائن بيديه ، وإن طلبه من غيره طلب ممن ليس عنده ، ولا يقدر عليه.
وقوله : ٥٣ : ٤٢ (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) متضمن لكنز عظيم. وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به ، وإلا فهو مضمحل منقطع. فإنه ليس المنتهى. وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها. فانتهت إلى خلقه ومشيئته. وحكمته وعلمه ، فهو غاية كل مطلوب ، وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب. وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل. وكل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه.
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) واجتمع ما يراد له كله في قوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) فليس وراءه سبحانه غاية تطلب ، وليس دونه غاية إليها المنتهى.
قول الله تعالى ذكره : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥))