سورة النور
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥))
قال أبي بن كعب (١) : مثل نوره في قلب المسلم. وهذا هو النور الذي أودعه الله في قلب عبده من معرفته ومحبته والإيمان به وذكره. وهو نوره الذي أنزله إليهم فأحياهم به ، وجعلهم يمشون به بين الناس. وأصله في قلوبهم ، ثم تقوى مادته فتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم ، بل وثيابهم ودورهم ، يبصره من هو من جنسهم ، وإن كان سائر الخلق له منكر فإذا كان يوم القيامة برز ذلك النور ، وصار بأيمانهم يسعى بين أيديهم في ظلمة
__________________
(١) أبي بن كعب : أخد الأربعة الذين جمعوا القرآن توفي سنة إثنين وعشرين للهجرة.