سورة غافر
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ (٣٧))
قرأ أهل الكوفة «وصد» على البناء للمفعول ، حملا على «زين» وقرأه الباقون «وصد» بفتح الصاد ، ويحتمل معنيين.
أحدهما : أعرض ، فيكون لازما.
والثاني : يكون صد ومنع غيره ، فيكون متعديا ، والقراءتان كالآيتين لا يتناقضان.
وأما الشد على القلب ففي قوله تعالى : ١٠ : ٨٨ ، ٨٩ (وَقالَ مُوسى : رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ، رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ ، وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ ، فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ، قالَ : قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما).
فهذا الشد على القلب : هو الصد والمنع ، ولهذا قال ابن عباس :