سورة والشمس وضحاها
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠))
المعنى : قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله ، وأظهرها ، وقد خاب وخسر من أخفاها ، وحقرها وصغرها بمعصية الله.
وأصل التدسية : الإخفاء. ومنه قوله تعالى : ١٦ : ٤٩ (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) فالعاصي يدسّ نفسه بالمعصية ، ويخفي مكانها ، ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به ، قد انقمع عند نفسه ، وانقمع عند الله ، وانقمع عند الخلق.
فالطاعة والبر : تكبر النفس وتعزها وتعليها ، حتى تصير أشرف شيء وأكبره ، وأزكاه وأعلاه ، ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى.
وبهذا الذل لله حصل لها العز والشرف والنمو ، فما صغّر النفس مثل ومعصيته الله ، وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله.