سورة المطففين
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤))
قال : هو الذنب بعد الذنب. وقال الحسن : هو الذنب على الذنب ، حتى يعمى القلب.
وقال غيره : لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم.
وأصل هذا : أن القلب يصدأ عن المعصية ، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير رانا ، ثم يغلب حتى يصير طبقا وقفلا وختما. فيصير القلب في غشاوة وغلاف ، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس ، فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد ، والمعافى من عافاه الله.
وقال في شفاء العليل.
وأما الران : فقد قال الله تعالى : (كَلَّا ، بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا