بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ. لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ). جمع لهم بين حسن المنزل وحصول الأمن فيه من كل مكروه ، واشتماله على الثمار والأنهار ، وحسن اللباس ، وكمال العشرة بمقابلة بعضهم بعضا ، وتمام اللذة بالحور العين ، ودعائهم لجميع أنواع الفاكهة ، مع أمنهم من انقطاعها ومضرتها وغائلتها ، وختام ذلك : أعلمهم بأنهم لا يذوقون فيها هناك موتا.
«والحور» جمع حوراء. وهي المرأة الشابة الحسناء ، الجميلة ، البيضاء شديدة سواد العين. وقال زيد بن أسلم : الحوراء التي يحار فيها الطرف. و «عين» حسان الأعين. وقال مجاهد : الحوراء التي يحار فيها الطرف ، من رقة الجلد ، وصفاء اللون. وقال الحسن : الحوراء شديدة بياض العين ، شديدة سواد العين.
واختلف في اشتقاق هذه اللفظة. فقال ابن عباس : الحور في كلام العرب : البيض. وكذلك قال قتادة : والحور البيض. وقال مقاتل : الحور البيض الوجوه وقال مجاهد : الحور العين : التي يحار فيهن الطرف ، باديا مخ سوقهن من وراء ثيابهن ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن ، كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون ، وهذا من الاتفاق. وليست اللفظة مشتقة من الحيرة. وأصل الحور : البياض ، والتحوير التبييض. والصحيح : أن الحور مأخوذ من الحور في العين ، وهو شدة بياضها مع قوة سوادها. فهو يتضمن الأمرين. وفي الصحاح للجوهري «الحور» شدة بياض العين في شدة سوادها ، وامرأة حوراء بينة الحور. وقال أبو عمرو : الحور : أن تسود العين كلها ، مثل أعين الظباء والبقر. وليس في بني آدم حور وإنما قيل للنساء : حور العين. لأنهن شبهن بالظباء والبقر. وقال الأصمعي : ما أدري ما الحور في العين؟
قلت : خالف أبو عمرو أهل اللغة في اشتقاق اللفظة ، ورد الحور