الله عن ذلك .
وفي الكافي ايضاً عن ابي بصير قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : قول الله عز وجل في كتابه : ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ، قال يا أبا بصير إِن الله عز وجل قد علم ان في الامة حكاماً يجورون ، اما إنه لم يعن حكام أهل العدل ولكنه عنى حكام اهل الجور ، يا أبا محمد لو كان لك على رجل حق فدعوته إِلى حكام اهل العدل فأبى عليك إِلا ان يرافعك إلى حكام اهل الجور ليقضوا له لكان ممن يحاكم إِلى الطاغوت وهو قول الله عز وجل : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل اليك وما أُنزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إِلى الطاغوت .
وفي المجمع قال : روي عن ابي جعفر عليهالسلام : يعني بالباطل اليمين الكاذبة يقطع بها الاموال .
اقول : وهذه مصاديق والآية مطلقة .
( بحث علمي اجتماعي )
كل ما بين أيدينا من الموجودات المكونة ، ومنها النبات والحيوان والانسان ، فإِنه يتصرف في الخارج عن دائرة وجوده مما يمكن ان ينتفع به في إِبقاء وجوده لحفظ وجوده وبقائه ، فلا خبر في الوجود عن موجود غير فعال ، ولا خبر عن فعل يفعله فاعله لا لنفع يعود اليه ، فهذه انواع النبات تفعل ما تفعل لتنتفع به لبقائها ونشؤها وتوليد مثلها ، وكذلك اقسام الحيوان والانسان تفعل ما تفعل لتنتفع به بوجه ولو انتفاعاً خيالياً أو عقلياً ، فهذا مما لا شبهة فيه .
وهذه الفواعل التكوينية تدرك بالغريزة
الطبيعية ، والحيوان والانسان بالشعور الغريزي ان التصرف في المادة لرفع الحاجة الطبيعية والانتفاع في حفظ الوجود
والبقاء لا يتم للواحد منها إلا مع الاختصاص بمعنى ان الفعل الواحد لا يقوم بفاعلين ( فهذا
حاصل الامر وملاكه ) ولذلك فالفاعل من الانسان أو ما ندرك ملاك أفعاله فإِنه يمنع عن المداخلة في أمره والتصرف فيما يريد هو التصرف فيه ، وهذا اصل الاختصاص الذي