* * *
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ـ ١٨٩ .
( بيان )
قوله تعالى : يسئلونك الى قوله : والحج ، الاهلة جمع هلال ويسمى القمر هلالاً اول الشهر القمري اذا خرج من تحت شعاع الشمس الليلة الاولى والثانية كما قيل ، وقال بعضهم الليالي الثلاثة الاول ، وقال بعضهم حتى يتحجر ، والتحجر ان يستدير بخطة دقيقة ، وقال بعضهم : حتى يبهر نوره ظلمة الليل وذلك في الليلة السابعة ثم يسمى قمراً ويسمى في الرابعة عشر بدراً ، واسمه العام عند العرب الزبرقان .
والهلال مأخوذ من استهل الصبي اذا بكى عند الولادة أو صاح ، ومن قولهم : أهل القوم بالحج اذا رفعوا أصواتهم بالتلبية ، سمي به لان الناس يهلون بذكره اذا رأوا . والمواقيت جمع ميقات وهو الوقت المضروب للفعل ، ويطلق ايضاً : على المكان المعين للفعل كميقات أهل الشام وميقات أهل اليمن ، والمراد هىٰهنا الاول .
وفي قوله تعالى : يسئلونك عن الاهلة ، وان لم يشرح ان السؤال في امرها عماذا ؟ عن حقيقة القمر وسبب تشكلاتها المختلفة في صور الهلال والقمر والبدر كما قيل ، أو عن حقيقة الهلال فقط ، الظاهر بعد المحاق في اول الشهر القمري كما ذكره بعضهم أو عن غير ذلك .
ولكن اتيان الهلال في السؤال بصورة
الجمع حيث قيل : يسئلونك عن الاهلة دليل على ان السؤال لم يكن عن ماهية القمر واختلاف تشكلاته اذ لو كان كذلك لكان الانسب ان يقال : يسئلونك عن القمر لا عن الاهلة ، وايضاً لو كان السؤال عن حقيقة الهلال وسبب تشكله الخاص كان الانسب ان يقال : يسئلونك عن الهلال اذ لا غرض