وفي الدر المنثور أخرج أحمد وابن جرير والنحاس في ناسخه عن جابر بن عبد الله قال : لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغزو في الشهر الحرام حتى يغزى ، ويغزو فإِذا حضره أقام حتى ينسلخ .
وفي الكافي عن معاوية بن عمار قال : سئلت أبا عبد الله عن رجل قتل رجلاً في الحل ثم دخل الحرم فقال عليهالسلام لا يقتل ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد قال قلت : فما تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق ؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم يقام عليه الحد في الحرم لانه لم ير للحرم حرمة ، وقد قال الله : عز وجل : « فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ » فقال هذا هو في الحرم فقال لا عدوان إِلا على الظالمين .
وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إِلى التهلكه ، قال : لو ان رجلاً أنفق ما في يديه في سبيل الله ما كان أحسن ولا وُفّق ، أليس الله يقول : ولا تلقوا بأيديكم إِلى التهلكة وأحسنوا إِن الله يحب المحسنين ، يعني المقتصدين !
وروى الصدوق عن ثابت بن أنس ، قال : قال رسول الله : طاعة السلطان واجبة ، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ، ودخل في نهيه يقول الله : ولا تلقوا بأيديكم إِلى التهلكة .
وفي الدر المنثور بطرق كثيرة عن أسلم
أبي عمران ، قال كنا بالقسطنطينية ، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد فخرج صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس فقالوا سبحان الله : يلقي بيديه إِلى التهلكة ، فقام أبو أيوب ، صاحب رسول الله : فقال : يا أيها الناس إِنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل وإِنما نزلت هذه الآية
فينا معشر الانصار ، إِنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله إِن أموالنا قد ضاعت وإِن الله قد اعز الاسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في
أموالنا فأصلحنا ما ضاع فيها فأنزل الله على نبيه ، يرد علينا ما قلنا : وأنفقوا في سبيل
الله ولا تلقوا بأيديكم إِلى التهلكة فكانت التهلكة الاقامة في الاموال وإِصلاحها
وتركنا