وها نحن نذكر بعضاً من تلك المقاطع :
« أشهد أنك أحسنت الكفالة ، وأدّيت الأمانة ، واجتهدت في مرضاة الله ، وصبرت في مرضاة الله ، وحفظت سرّ الله ، وحملت ولي الله ، وبالغت في حفظ حجّة الله ، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله ؛ عارفة بحقّهم مؤمنة بصدقهم ، معترفة بمنزلتهم ، مستبصرةً بأمرهم ، مشفقة عليهم ، مؤثرة هواهم ، وأشهد أنكِ مضيت علىٰ بصيرة من أمركِ ، مقتدية بالصالحين ، راضية مرضية ، نقية زكية ، فرضي الله عنك وأرضاكِ ، وجعل الجنّة منزلكِ ومأواكِ ، فلقد أولاك من الخيرات ما أولاك ، وأعطاك من الشرف ما به أغناك ، فهنّاك الله بما منحك من الكرامة وأمراك » (١).
لقد أحاطتها رعاية الله عزّوجلّ من قبل وصولها إلىٰ أهل البيت عليهمالسلام ، ورافقتها العناية الإلهية بحملها الإمام المهدي عليهالسلام في روايات كثيرة لا حاجة إلىٰ تتبّعها ، ولو لم يكن من فضلها إلّا أنها أُم خاتم الأئمّة عليهمالسلام ومهدي هذه الأُمة لكفىٰ.
لقد شاءت الإرادة الإلهية لهذه السيدة الجليلة أن تكون أُمّاً لخاتم الأوصياء (عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف) وفقاً لعدّة مقوّمات ، تستفاد من الروايات الواردة في طريقة وصولها إلىٰ بيت الإمام عليهالسلام منها :
أوّلاً : تمكّنها من اللغة العربية بطلاقة (كما هو معلوم من الخبر).
ثانياً : امتناعها من السفور وتحاشي يد اللامس !
ثالثاً : رفضها أي مشترٍ يتقدّم لشرائها ، وإصرارها علىٰ بائعها في تعيين مشتريها وأن يتمّ بموافقتها ، معلّلةً ذلك بأنها تريد الذي يسكن إليه قلبها.
_____________
(١) مفاتيح الجنان / عباس القمي : ٥١٨ ، زيارة أُم القائم عليهالسلام.