لمّا يسّرت عليّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح الباب لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّوجلّ.
ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ قالت : إنّي فُضِّلتُ علىٰ من تقدّمني من النساء لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّوجلّ سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد الله فيه إلّا اضطراراً ، وإن مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنياً ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة ... (١).
وأنشد شاعر لبنان الأكبر ـ بولس سلامة ـ في ملحمته الكبرىٰ واصفاً تلك الكرامة الإلهية لهذه المخدرة الجليلة :
حرّة لزمها المخاض فلاذت |
|
بستار البيت العتيق الوطيد |
لا نساء ولا قوابل حفّت |
|
بابنة المجد والعلىٰ والجود |
وإذا نجمة من الاُفق لاحت |
|
تطعن الليل بالشعاع الجديد |
تبسم المسجد الحرام حبوراً |
|
وتنادت أحجاره للنشيد |
هالت الاُم صرخة جال فيها |
|
بعض شيء من همهمات الأسود |
أسد سمت ابنها كأبيها |
|
لبدة الجد اُهديت للحفيد |
بل علياً ندعوه قال أبوه |
|
فاستفز السماء للتأكيد (٢) |
_____________
(١) بحار الأنوار ٣٥ : ٨ / ١١.
(٢) المقتطف من كلّ فنّ / السيد طاهر حسن ملحم : ٣٤٥.