قام الرسول صلىاللهعليهوآله فحفره بيده وأخرج ترابه ، ولمّا فرغ اضطجع فيه وقال صلىاللهعليهوآله : « الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، الّٰلهُمَّ اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد ، ولقّنها حجّتها ، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيِّك محمّد والأنبياء الذين من قبلي ، فانّك أرحم الراحمين » (١).
وفي إشارة إلىٰ عظمة تلك المرأة ومآلها الاُخروي ، فقد ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله قوله بعد دفنها حيث أخبر الحاضرين بما آلت إليه وكيف كان مصيرها حيث الروح والريحان وجنّة نعيم : « إنّ الملائكة قد ملأت الأُفق ، وفتح لها باب من الجنّة ، ومُهّدَ لها مهاد الجنّة ، وبعث اليها بريحان من رياحين الجنّة ، فهي في روح وريحان وجنة نعيم ، وقبرها روضة من رياض الجنّة » (٢).
وكيف لا تكون كذلك ، وقد وردت بعض الفقرات في زيارتها تتجلّىٰ تلك المفاهيم بروعة وجلاء عالٍ :
« ... السلام علىٰ فاطمة بنت أسد الهاشمية ، السلام عليك أيتها الصديقة المرضية ، السلام عليك يا كافلة محمّد صلىاللهعليهوآله خاتم النبيين ، السلام عليك يا والدة سيد الوصيين ، السلام عليك من ظهرت شفقتها علىٰ رسول الله خاتم النبيين ... السلام عليك يا من تربيتها لولي الله الأمين .... أشهد أنّك أحسنت الكفالة ، وأدّيت الأمانة ، واجتهدت في مرضاة الله ، وبالغت في حفظ رسول الله ، عارفة بحقّه ، مؤمنة بصدقه ، معترفةً بنبوته ، مستبصرة بنعمته ، كافلة بتربيته ، مشفقة علىٰ نفسه ، واقفة علىٰ خدمته ، مختارة رضاه ، أشهد
_____________
(١) الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ١٤.
(٢) بحار الأنوار / المجلسي ٣٥ : ٧١.