أجمع المسلمون علىٰ نزولها فيهم سلام الله عليهم اهتماماً منه سبحانه وتعالىٰ بشأنهم ، وإعظاماً لمقامهم السامي ، وترغيباً لغيرهم من المسلمين في السير علىٰ هداهم والاقتداء بهم لا سيما وهم الأسوة الحسنة ، وفيما يلي نشير إلىٰ بعض تلك الآيات :
منها : قوله تعالىٰ : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١). وقد أجمع جمهور المسلمين بل وحتى الخوارج علىٰ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يدعُ للمباهلة من النساء إلّا الصدّيقة فاطمة الزهراء ، وكذا لم يدعُ إلّا زوجها وابنيها عليهمالسلام (٢).
ومنها : قوله تعالىٰ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٣) ، وقد أخرج الطبري في تفسيره من طرق شتىٰ اختصاص هذه الآية برسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسنين عليهمالسلام. (٤)
ومنها : قوله تعالىٰ : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٥) ،
_____________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٦١.
(٢) راجع : صحيح مسلم ٤ : ١٨٧١ من باب فضائل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، سنن الترمذي ٥ : ٢٢٥ / ٢٩٩٩ ، تفسير الرازي ٤ : ٩٠ ، مسند أحمد ١ : ١٨٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٣ / ٤٧١٩ وسائر كتب التفسير والمناقب.
(٣) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.
(٤) تفسير الطبري ٢٢ : ١٠ ـ ١٣ ، واُنظر كذلك : المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٢ / ١٠٠٢ ، مسند أحمد ٣ : ٢٥٩ و ٢٨٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ٧٢ / ٤٧٤٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٥٢ / ٣٢٠٦.
(٥) سورة الشورىٰ : ٤٢ / ٢٣.