للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم ، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت : اُمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت عليهاالسلام : يا بني الجار ثمّ الدار » (١).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام لابن أعبد : « يا ابن أعبد ، ألا أخبرك عنّي وعن فاطمة ؟ كانت ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي فَجَرّتْ بالرحىٰ حتىٰ أثّرت الرحىٰ بيدها ، واستقت بالقربة حتىٰ أثّرت القربة بنحرها ، وقَمّتْ البيت حتىٰ اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتىٰ دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرر » (٢).
وكانت فاطمة عليهاالسلام إذا دخلت علىٰ النبي محمّد صلىاللهعليهوآله قام إليها فقبّلها ورحّب بها ، كما كانت تصنع هي به (٣). وكان صلىاللهعليهوآله إذا قدم من غزو أو سفر ، بدأ بالمسجد فصلّىٰ فيه ركعتين ، ثم قدم علىٰ فاطمة ، ثم يأتي أزواجه (٤). وأخرج الحاكم عن الصحابة : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان إذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة عليهاالسلام ، وإذا قدم من سفر كان أول الناس به عهداً فاطمة عليهاالسلام (٥).
وقال جابر الأنصاري : رأى النبي صلىاللهعليهوآله فاطمة عليهاالسلام وعليها كساء من أجلّة الإبل ، وهي تطحن بيديها ، وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : « يا بنتاه تجرّعي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة » فقالت : « الحمد لله علىٰ
_____________
(١) دلائل الإمامة : ١٥١ / ٦٥ ، علل الشرائع : ١٨١ / ١.
(٢) صفوة الصفوة / ابن قيم الجوزية ٢ : ٦.
(٣) الاستيعاب / ابن عبد البر ٤ : ٣٧٧.
(٤) الاستيعاب ٤ : ٣٧٦.
(٥) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ : ١٦٩ / ٤٧٣٩.