( الخضخضة (١) خير من الزنا ) (٢) ، وكذا في المثال الأول المتقدم ، وهو قول القائل : أترك الأكل يوما خير من أن أمنع منه سنة ، فإنه لا حسن في الخضخضة وترك الأكل يوما أصلا ، كما لا حسن فيما فضلا عليه ، ويكون الغرض في التعبير باسم التفضيل في تلك الموارد إفادة أن ارتكاب هذا أحسن وخير من ارتكاب ذلك على كل تقدير ، يعني لا يختص رجحانه عليه بما إذا فرض خلوه عن الحسن بالمرة ، بل راجح عليه لو فرض اتصافه به أو اتصاف كليهما به.
قوله ـ قدس سره ـ : ( وفي كلا الجوابين (٣) ما لا يخفى على من راجع تلك الأخبار ) (٤).
فإنها لكثرتها يحصل العلم منها بتواتر وجوب التوقف معنى ، بل بتواتر لفظ بعضها إجمالا ، فلا حاجة فيها إلى تصحيح السند بوجه ، مع أنه يمكن ذلك في بعضها ، فظهر فساد الجواب الأول (٥).
وأما الثاني (٥) : ففساده يظهر بما ذكره ـ قدس سره ـ من أن المراد
__________________
(١) الخضخضة (أ) : الجلق (ب). لمحرره عفا الله عنه.
(٢) عن ابن عباس أنه سئل عن الخضخضة ، فقال : ( هو خير من الزنا. ونكاح الأمة خير منه ). تاج العروس ٥ : ٢٦ ـ مادة ( خضض ) من فصل الخاء مع الضاد.
(٣) وهما : ـ ١ ـ ضعف سند أخبار التوقف. ـ ٢ ـ وأنها في مقام المنع عن العمل بالقياس ، وهما الجواب الثاني والثالث بحسب ما جاء في فرائد الأصول.
(٤) فرائد الأصول ١ : ٣٤٥.
(٥) وهو الجواب الثاني بحسب ما جاء في فرائد الأصول.
(٦) وهو الجواب الثالث بحسب ما جاء في فرائد الأصول.
__________________
(أ) والخضخضة المنهي عنها في الحديث هو الاستمناء باليد ، أي استنزال المني في غير الفرج. تاج العروس ٥ : ٢٦ ـ مادة ( خضض ) من فصل الخاء مع الضاد.
(ب) لم أعثر على هذه الكلمة في كتب اللغة ، ولعلها فارسية ، فقد جاء في قاموس الفارسية للدكتور عبد النعيم محمد حسنين ـ ص : ١٨٣ ـ : جلق زدن : الاستمناء ).