______________________________________________________
حكيت في تلك الحال ، ويعلمهم ما هم مضطرون إليه من دينه ، وكذلك هم يعلمون أن ولاء المعتق لبني العم قبل الشريعة وبعدها ، وقول ابن الخطاب في الحال على ما تظاهرت به الرواية لأمير المؤمنين عليهالسلام أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن يبطل أن يكون المراد ولاء المعتق ، وبمثل ما ذكرناه في إبطال أن يكون المراد بالخبر ولاء المعتق أو إيجاب النصرة في الدين ، استبعد أن يكون أراد به صلىاللهعليهوآله قسم ابن العم لاشتراك خلو الكلام عن الفائدة بينهما ، فلم يبق إلا القسم الرابع الذي كان حاصلا له صلىاللهعليهوآله ، ويجب أن يريده وهو الأولى بتدبير الأمر وأمرهم ونهيهم ، انتهى.
أقول : أكثر المخالفين لجأوا في دفع الاستدلال به إلى تجويز كون المراد الناصر والمحب ، ولا يخفى على عاقل أنه ما كان يتوقف بيان ذلك على اجتماع الناس لذلك في شدة الحر ، بل كان هذا أمر يجب أن يوصي به عليا عليهالسلام بأن ينصر من كان الرسول ينصره ، ويحب من كان صلىاللهعليهوآله يحبه ، ولا يتصور في إخبار الناس بذلك فائدة يعتد بها إلا إذا أريد بذلك نوع من النصرة والمحبة يكون للأمراء بالنسبة إلى رعاياهم ، أو أريد به جلب محبتهم بالنسبة إليه ووجوب متابعتهم له حيث ينصرهم في جميع المواطن ، ويحبهم على الدين ، وبهذا أيضا يتم المدعى.
وأيضا نقول على تقدير أن يراد به المحب والناصر أيضا يدل على إمامته عند ذوي العقول المستقيمة والفطرة القويمة بقرائن الحال ، فإنا لو فرضنا أن أحدا من الملوك جمع عند قرب وفاته جميع عسكره ، وأخذ بيد رجل هو أقرب أقاربه وأخص الخلق به ، وقال : من كنت محبة وناصره فهذا محبة وناصره ، ثم دعا لمن نصره ووالاه ، ولعن من خذله ولم يقل هذا لغيره ، ولم يعين لخلافته رجلا سواه ، فهل يفهم أحد من رعيته ومن حضر ذلك المجلس إلا أنه يريد بذلك استخلافه وتطميع الناس في نصرة ومحبته ، وحث الناس على إطاعته وقبول أمره ونصرته على عدوه.
وبوجه آخر نقول : ظاهر قوله : من كنت ناصره فعلي ناصره ، هو أنه يتمشى منه النصرة لكل أحد ، كما كان يتأتى من النبي صلىاللهعليهوآله ولا يكون ذلك إلا بالرئاسة