علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي
______________________________________________________
القول بالاختصاص بالأزواج العدول عن خطابهن إلى صيغة الجمع المذكر وسيظهر بطلانه عند تقرير دلالة الآية على عصمة من تناولته ، إذ لم يقل أحد من الأمة بعصمتهن بالمعنى المتنازع فيه ، وكذا القولان الآخران وهو واضح.
إذا تمهد هذا فنقول : المراد بالإرادة في الآية إما الإرادة المستتبعة للفعل أعني إذهاب الرجس حتى يكون الكلام في قوة أن يقال : إنما أذهب الله عنكم الرجس أهل البيت ، أو الإرادة المحضة التي لا يتبعها الفعل حتى يكون المعنى أمركم الله باجتناب المعاصي يا أهل البيت ، فعلى الأول ثبت المدعى ، وأما الثاني فباطل من وجوه :
الأول : كلمة « إنما » تدل على التخصيص كما قرر في محله ، والإرادة المذكورة تعم سائر المكلفين حتى الكفار ، لاشتراك الجميع في التكليف وقد قال سبحانه : « وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ » (١) فلا وجه للتخصيص بأهل البيت عليهمالسلام.
الثاني : أن المقام يقتضي المدح والتشريف لمن نزلت الآية فيه حيث جللهم بالكساء ولم يدخل فيه غيرهم ، وخصصهم بدعائه فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي على ما سبق في الأخبار ، وكذا التأكيد في الآية حيث أعاد التطهير بعد بيان إذهاب الرجس والمصدر بعده منونا بتنوين التعظيم ، وقد أنصف الرازي في تفسيره حيث قال : في قوله تعالى : « لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ » أي يزيل عنكم الذنوب « وَيُطَهِّرَكُمْ » أي يلبسكم خلع الكرامة ، انتهى.
ولامدح ولا تشريف فيما دخل فيه الفساق والكفار.
الثالث : أن الآية على ما مر في بعض الروايات إنما نزلت بعد دعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم وأن يعطيه ما وعده فيهم ، وقد سأل الله تعالى أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم لا أن يريد ذلك منهم ، ويكلفهم بطاعته ، فلو كان المراد هذا النوع من الإرادة لكان نزول الآية في الحقيقة ردا لدعوته صلىاللهعليهوآلهوسلم لا إجابة لها وبطلانه ظاهر ، وأجاب المخالفون
__________________
(١) سورة الذاريات : ٥٦.