« الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي » وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال عند ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله أمتي حديثو عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني فنزلت « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ » فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي عليهالسلام فقال أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان
______________________________________________________
ومخالفة ظاهر لما ورد في الأخبار الكثيرة أن الآية نزلت يوم الغدير أو بعده وهو أوفق بظاهر الآية ، ولما رواه الصدوق في الخصال بسند صحيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يوم غدير أفضل الأعياد ، وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة ، الخبر.
وهذا الخبر مع صحته صريح في كون الغدير يوم الجمعة ، ويؤيده ما رواه ابن شهرآشوب في المناقب عن ابن عباس أنه قال : اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد : الجمعة ، والغدير ، وعيد اليهود والنصارى والمجوس ، ولم يجتمع هذا فيما سمع قبله وكان كمال الدين بولاية علي لما عرفت أنه لما نصب للناس وليا وأقيم لهم إماما صار معولهم على أقواله وأفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم ، ثم على خليفته من بعده ، وهكذا إلى يوم القيامة فلم يبق لهم من أمر دينهم ما لا يمكنهم الوصول إلى علمه ، فكمل الدين بهم وتمت النعمة بوجودهم واحدا بعد واحد.
« حديثوا عهد » قريبوا عهد « بالجاهلية » والكفر « يقول قائل » إنه صادق « ويقول قائل » إنه كاذب ، والمعنى يقول قائل : إنه نصبه للقرابة ، ويقول قائل نصبه لحمايته له في جميع أحواله وأشباه هذا الكلام ، « فقلت في نفسي » أي كان هذا الكلام السابق كلاما نفيسا لم أنطق به « فاتتني عزيمة من الله » أي آية حتم لا رخصة فيها « بتلة » أي جازمة مقطوع بها ، يقال : بتلة كنصره وضربه إذا قطعه :