من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات ثم قال لأبعثن
______________________________________________________
كثيرا ما ينقل القراءات والتفاسير عنهم ، وجميع المفسرين يعتمدون على ما نقل عنهم ، فلا يكون ما نقل عنهم بأدون مما رووا عن قتادة وكعب وابن مسعود وغيرهم.
والفاء في قوله : « فقال الله » للبيان وقوله : ثلاث مرات متعلق بقوله : « اللهم ... » إلى آخر الكلام ، أو الجميع « ثم قال » : أي في يوم غزوة خيبر بعد ما مضى أبو بكر مع أصحابه ، فلما رأوا مرحبا اليهودي خرج للمبارزة فروا ثم في اليوم الثاني مضى عمر وأصحابه وفروا وكلمة « ثم » للتراخي بحسب الرتبة لا الزمان إن حملنا الكلام السابق على ما ذكر في يوم الغدير ، وإلا فيمكن حمله على الزماني أيضا.
وهذا الخبر مذكور في كتب العامة بطرق كثيرة ، منها : ما رواه مسلم في صحيحه بإسناده عن سلمة بن الأكوع قال : كان علي عليهالسلام قد تخلف عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في خيبر وكان رمدا فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرج فلحق بالنبي صلىاللهعليهوآله فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صبيحتها قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله يفتح الله عليه ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا : هذا علي فأعطاه رسول الله الراية ففتح الله عليه.
وروي أيضا بإسناده عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله قال يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس يدوكون (١) ليلتهم أيهم يعطاها؟ قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلىاللهعليهوآله في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيهم ، فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير
__________________
(١) أي يخوضون ويتحدّثون في ذلك.