يقول إذا فرغت فانصب علمك وأعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
______________________________________________________
أو فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء كما ورد في الخبر أيضا ، والمستفاد من هذا الحديث أنه بكسر الصاد من النصب بالتسكين بمعنى الرفع والوضع ، أي إذا فرغت من أمر تبليغ الرسالة فانصب علمك بفتح اللام ، أي ارفع علم هدايتك للناس ، وضع من يقوم به خلافتك موضعك حتى يكون قائما مقامك من بعدك بتبليغ الأحكام وهداية الأنام ، لئلا تنقطع خيط الهداية والرسالة بين الله وبين عباده ، ويكون ذلك مستمرا بقيام إمام مقام إمام إلى يوم القيامة فلعل في مصحفهم عليهمالسلام كان بالكسر ، أو يقال : لعله ورد بالفتح أيضا بمعنى النصب وإن لم يذكر في الكتب المتداولة في اللغة ، ويحتمل أن يكون تفسيره عليهالسلام بيانا لحاصل المعنى ، ويكون المقصود أتعب نفسك في نصب وصيك بما تسمع من المنافقين في ذلك.
والعجب من المتعصب الناصب الزمخشري أنه قال في الكشاف : ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة أنه قرأ فانصب بكسر الصاد أي فانصب عليا للإمامة ، قال : ولو صح هذا للرافضي لصح للناصبي أن يقرأ هكذا ويجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض على وعداوته ، فانظر إلى هذا المتعصب المتعنت كيف عمى الله بصيرته بغشاوة العصبية حتى أتى بمثل هذا الكلام الذي يليق باللئام في هذا المقام.
ولا يخفى فساده على ذوي الأفهام من وجوه :
الأول : أن المناسبة بين الفراغ من تبليغ الرسالة ونصب الإمام لحفظ الشريعة بين ظاهر ، لئلا يكون الناس بعده في حيرة وضلالة ، ولتجري سنة الله تعالى في الأولين ولا مناسبة بين الفراغ وما ذكره بوجه.
والثاني : أن إبداء احتمال مخالف لما ذهب إليه جميع فرق المسلمين لا يكون مساويا لاحتمال ذهب إليه أكثر المتورعين من المؤمنين.
والثالث : أن ما ذكره الإمامية ليس بمحض التشهي والاختراع بل نقلوه عن أئمتهم الذين لا خلاف بين المسلمين في فضلهم وعلو شأنهم ، وهذا الناصب أيضا