باب إلا باب أو بابان قال فقال وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة.
______________________________________________________
به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك اليوم عليا عليهالسلام كان فضل أهل البيت عليهمالسلام ، أو أن انتشار الفضل بنسبة انتشار سائر العلوم ، فبين عليهالسلام أن انتشار الفضل أقل من انتشار سائر العلوم لقصور عقل أكثر الخلق عن فهمها ، بل لم ينتشر من فضائلهم بين الناس إلا أقل من جزء من ألف ألف جزء.
قوله عليهالسلام : إلا ألفا غير معطوفة ، يعني إلا حرفا واحدا ناقصا أي أقل من حرف واحد ، وإنما اختار الألف لأنها أول الحروف من حروف التهجي وأبسطها وأخفها مؤنة في الكتاب والتكلم وعدم عطفها كناية عن نقصانها فإنها تكتب في رسم الخط الكوفي القديم هكذا فإذا كان طرفها غير مائل كانت ناقصة ، هذا هو المعنى الحق المسموع عن المشايخ الكبار قدس الله أرواحهم.
وقال المحدث الأسترآبادي (ره) احتراز عن الهمزة كناية عن الوحدة ، ويمكن أن يكون إشارة إلى ألف منقوشة ليس قبلها صفرا وغيره ، انتهى.
ومن حمل الفضل فيما مر على العلم توهم المنافاة بين باب أو بابين ، وبين الحرف الناقص الدال على عدم إتمام باب واحد ، فتصدى لدفع ذلك بحمل البابين على أبواب الفروع ، وهذا على باب من أبواب الأصول وقد عرفت ضعف مبنى الاعتراض ، وربما يقرأ لذلك ألفا بسكون اللام أي بابا واحدا ينحل إلى ألف ، فالمراد بقوله : غير معطوفة أنه لم يعطف عليه شيء آخر.
وأقول : على هذا يمكن أن يكون بناء الأول على الظهور في الجملة ، والثاني على الظهور التام ، أو الأول على الخواص ، والثاني على سائر الشيعة.