كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام والأئمة من بعده عليهمالسلام.
______________________________________________________
كما سيأتي تفصيله في كتاب القرآن.
قال شيخنا السديد المفيد روح الله روحه في جواب المسائل السروية أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله وتنزيله ، وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل ، والباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام ، لم يضع منه شيء ، وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع ، الأسباب دعته إلى ذلك ، منها قصوره عن معرفة بعضه ، ومنها ما شك فيه ، ومنها ما عمد بنفيه ، ومنها ما تعمد إخراجه عنه ، وقد جمع أمير المؤمنين عليهالسلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في موضعه ، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : أما والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ، وساق الكلام إلى أن قال : غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهمالسلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نعتداه إلى زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليهالسلام ، فيقرأ الناس القرآن على ما أنزل الله وجمعه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإنما نهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف ، لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاءت بها الآحاد ، والواحد قد يغلط فيما ينقله ، ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين ـ الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا عليهمالسلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه ، انتهى.
والأخبار من طريق الخاصة والعامة في النقص والتغيير متواترة ، والعقل يحكم بأنه إذ كان القرآن متفرقا منتشرا عند الناس ، وتصدي غير المعصوم لجمعه يمتنع عادة أن يكون جمعه كاملا موافقا للواقع ، لكن لا ريب في أن الناس مكلفون بالعمل بما في المصاحف وتلاوته حتى يظهر القائم عليهالسلام ، وهذا معلوم متواتر من طريق أهل البيت عليهمالسلام وأكثر أخبار هذا الباب مما يدل على النقص والتغيير وسيأتي كثير منها في الأبواب